لم يكن ميلادك خطأ أو حادثا مؤسفا، كما أن حياتك ليست ضربة حظ من صنع الطبيعة. ربما لم يخطط والداك لإنجابك، لكن الله تعالى فعل ذلك. فقد خلقك الله قبل ان تولد بوقت طويل. إنك حي لان الله اراد ان يخلقك.
لقد صمم الله تعالى كل جزء من تفاصيل جسمك على حدة، واختار بشكل متعمد الجنس الذي تنتمي إليه، ولون بشرتك، وشعرك، وكل المواصفات الأخرى. لقد فصَّل جسدك بالطريقة التي ابتغاها، كما أنه حدّد المواهب الطبيعية التي سوف تمتلكها وتحدد شخصيتك.
ونظراً إلى أن الله تعالى قد صنعك لغرض، فقد قرر أيضاً متى ستولد، وكم من العمر سوف تعيش. لقد خطط أيام حياتك مقدماً، فاختار الوقت المحدد لميلادك وموتك. كما أن الله تعالى خطط المكان الذي سوف تولد وتعيش فيه لأجل قصده.
إن جنسيتك وعرقك ليسا صدفة، إذ أن الله تعالى لم يترك أياً من التفاصيل للصدفة، لكنه خطط كل شيء لأجل قصده. لا يوجد في حياتك شيء عشوائي، لكن الكل من أجل قصد.
كل شيء مصمم بدقة كبيرة
فكلما تعلم الفيزيائيون وعلماء الأحياء والعلماء الآخرون عن الكون، كلما فهمنا أفضل كيف يلائم وجودنا بطريقة متفردة، كما أنه مفصَّل بحسب المواصفات المضبوطة التي تجعل الحياة البشرية ممكنة.
لقد استنتج الدكتور مايكل دنتوت، المتقدم في بحوث الهندسة الوراثية الجزيئية البشرية بجامعة أوتاجو بنيوزيلندة، “أن كل الدلائل المتاحة في العلوم البيولوجية تساند فرضية الجوهر.. أن الكون ككل مصمم خصيصاً بحيث تكون الحياة البشرية هدفه وقصده الأساسي، وهو كل يحمل فيه جميع وجوه الحقيقة معنىً وشرحاً للحقيقة المركزية”.
لماذا صنع الله كل ذلك؟ لماذا اهتم وخلق كوناً لأجلنا؟ لأنه إله محبة. من الصعب استقصاء تلك المحبة، لكن بكل تأكيد يمكن الوثوق بها. لقد خلقك الله لكي يغمرك بمحبته، وتلك هي الحقيقة التي يجب أن تبني حياتك عليها.
لو لم يكن هناك إله، وكنا جميعا مجرد صدفة، أو نتيجة لحادثة فلكية اعتباطية في الكون، لكان بإمكانك عندئذ أن تتوقف عن قراءة هذه المقالة، لأن الحياة لن يصبح لها أي هدف أو مغزى أو معنى. لن يكون هناك صواب أو خطأ، لن يكون هناك رجاء فيما وراء سنواتك القصيرة على هذه الأرض.
لكن يوجد هناك إله قد صنعك لغرض، كما أن حياتك لها معنى عميق! لن نكتشف هذا المعنى والقصد إلا إذا جعلنا الله تعالى نقطة المرجعية في حياتنا. إن الطريقة الدقيقة الوحيدة لمعرفة أنفسنا هي عن طريق معرفة الله وما الذي صنعنا من أجله.
إن الطريقة الوحيدة لمعرفة أنفسنا هي عن طريق معرفة الله وما الذي صنعنا من أجله.